ماذا تعرف عن الإنتخاب الطبيعي؟
ماذا تعرف عن الإنتخاب الطبيعي؟
كان تشارلز داروين عالمًا بريطانيًا في القرن التاسع عشر حيث أشار لأول مرة أن جميع الأنواع تطورت من أنواع أخرى. في نطاق عمله، اقترح الأفكار عرفت فيما بعد باسم نظرية التطور، والتي تدعمها عملية الانتخاب الطبيعي. نشر داروين نظريته لأول مرة في مجلد بعنوان "أصل الأنواع" عام 1859.
في الواقع، تنص نظرية التطور على أن جميع الكائنات الحية قد تطورت من كائنات حية أخرى. يمكن لجميع الكائنات الحية تتبع جذورها إلى الأنواع الأخرى التي جاءت قبلها. الأنواع تتغير باستمرار، وفي بعض الأحيان تنفصل لتصبح أنواع جديدة.
-ما الانتخاب الطبيعي؟
يصف الانتخاب الطبيعي الطريقة التي تتكيف بها الأنواع مع بيئتها، مما يجعلها أكثر قدرة على البقاء -والتطور- مع التغيرات البيئية.
عملية الانتخاب الطبيعي تبدأ بالأفراد الذين لديهم جينات تعطيهم خصائص تمنحهم ميزة البقاء. تعني ميزة البقاء على قيد الحياة أنك من المحتمل أن تعيش طويلًا بما يكفي للتكاثر ومنح هذه الميزة لأطفالك.
على مر الأجيال، يتمتع عدد متزايد من المجموعة بهذه الميزة، ومن هم دونها أكثر عرضة للموت قبل التكاثر.
كمثال على هذا هو الطريقة التي تطور بها الكائن البشري ليكون أطول أو المشي منتصب القامة. مثال آخر هو تطور الحيوانات الأصغر من الحيوانات الكبيرة التي تفترسها لتجري بشكل أسرع من الحيوانات المفترسة.
قد يكون الضغط البيئي مثل الجفاف، وهنا تكون الأفضلية للنباتات والحيوانات التي يمكنها البقاء على قيد الحياة بمياه أقل أو قادرة على الانتقال إلى أماكن تحتوي على المزيد من المياه.
الجفاف لا يخلق السمات في هذه النباتات والحيوانات، ولكن من المرجح أن يموت أولئك الذين لا يملكون السمات المطلوبة. يمكن فقط نقل السمات التي تم ترميزها وراثيا إلى الأجيال القادمة للمساعدة في بقائها.
-البقاء للأصلح
"البقاء للأصلح" هي عبارة تستخدم أيضًا لوصف الانتخاب الطبيعي. ينسب بعض الناس إلى داروين هذه العبارة.
ومع ذلك، فقد تبنى داروين هذه العبارة في طبعة لاحقة من كتابه. هذه العبارة استخدمت لأول مرة من قبل زميل لتشارلز داروين وهو الفيلسوف البريطاني هربرت سبنسر.
- أمثلة طبية على الانتقاء الطبيعي والتطور
نظرية داروين صمدت أمام اختبار الزمن، وتستخدم اليوم كأساس للعديد من التفسيرات الصحية والطبية:
البكتيريا والفيروسات التي تسبب أمراضا للبشر وموتهم، تطورت لتتكيف مع المضيفات. ومن الأمثلة على ذلك الأمراض المعدية مثل بكتيريا المكورات العنقودية والكلوستريديوم أو الأمراض والأوبئة مثل أنفلونزا الخنازير.
تتطور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات ودور رعاية المسنين حيث تستخدم المضادات الحيوية. المضادات الحيوية قد تقتل معظم البكتيريا ولكن عدد صغير منها ينجو (البقاء للأصلح) ويتكاثر. البكتيريا المقاومة يمكنها الازدهار، الآن، وتحل محل البكتيريا التي قتلت بالمضادات الحيوية. نتيجة لذلك، هناك دائمًا بحث عن مضادات حيوية جديدة لم تتطور البكتيريا لمقاومتها بعد.
يعتمد كل من الطب الشخصي ومشروع الجينوم البشري جزئيًا على نظرية داروين حيث تعدل الشفرة الوراثية للبشر بواسطة السمات التي اكتسبها البشر على مدى أجيال عديدة.
ترجمة: هيمن محمد
مراجعة: سامي شاهين
المصدر